کد مطلب:239578 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139

المأمون یعترف بأحقیة آل علی بالأمر
و لعل من أعظم المواقف الجدیرة بالتسجیل هنا موقفة (ع) مع المأمون،



[ صفحه 329]



عندما حاول هذا أن یحصل منه (ع) علی اعتراف بأن العباسیین و العلویین سواء بالنسبة لقرباهم من النبی صلی الله علیه و اله و سلم، و ذلك من أجل أن یثبت - بزعمه - أن له و لبنی أبیه حقا فی الخلافة ؛ فكانت النتیجة : أن نجح الامام (ع) فی انتزاع اعتراف من المأمون بأن العلویین هم الأقرب .. و تكون النتیجة - علی حسب منطق المأمون، و منطق أسلافه كما قدمنا - هی : أن العلویین هم الأحق بالخلافة و الریاسة، و أنه هو، و أباءه غاصبون، و معتدون ..

فبینما المأمون و الرضا (ع) یسیران، اذ قال المأمون :

« .. یا أباالحسن، انی فكرت فی شی ء، فنتج لی الفكر الصواب فیه : فكرت فی أمرنا و أمركم ، و نسبنا و نسبكم ؛ فوجدت الفضیلة فیه واحدة، و رأیت اختلاف شیعتنا فی ذلك محمولا علی الهوی و العصبیة ..

فقال له أبوالحسن الرضا (ع) : ان لهذا الكلام جوابا، ان شئت ذكرته لك، و ان شئت أمسكت ..

فقال له المأمون : انی لم أقله الا لأعلم ما عندك فیه ..

قال له الرضا (ع) : أنشدك الله یا أمیرالمؤمنین، لو أن الله تعالی بعث نبیه محمدا (ص) ؛ فخرج علینا من وراء أكمة من هذه الآكام، یخطب الیك ابنتك ، كنت مزوجه ایاها ؟ ..

فقال : یا سبحان الله، و هل أحد یرغب عن رسول الله (ص) ؟! .

فقال له الرضا (ع) : أفتراه كان یحل له أن یخطب الی ؟ ..

قال : فسكت المأمون هنیئة، ثم قال :

« أنتم و الله، أمس برسول الله رحما .. » [1] .



[ صفحه 330]



و كانت هذه ضربة قاضیة و قاصمة للمأمون . لم یكن قد حسب لها أی حساب. و لم یكن لیتمكن فی مقابل ذلك من أی عمل ضد الامام (ع)، بعد أن كان هو الجانی علی نفسه ؛ ف « علی نفسها جنت براقش » .

و بعد كل ذلك فقد قدمنا قول ابن المعتز :



و أعطاكم المأمون حق خلافة

لنا حقها، لكنه جاد بالدنیا



و خلاصة الأمر :

انه (ع) لم یكن یدخر وسعا فی احباط مسعی المأمون . و تضییع الفرصة علیه، و افهام الناس أنه مكره علی هذا الأمر، مجبر علیه .. و التأكید علی أن المأمون لم یجعل له الا ما هو حق له ؛ و لذا فلا یمكن أن یعتبر قبوله بولایة العهد اعترافا بشرعیة الخلافة العباسیة، أو بشرعیة أی تصرف من تصرفاتها . كما أنه اذا كان ذلك حقا للامام قد اغتصبه الغاصبون، و اعتدی علیه فیه المعتدون ؛ فلیس للمأمون حق فی أن یعرض له (ع) بالمن علیه، بما جعل له من ولایة العهد ..

و كذلك لیس للمأمون بعد : أن یدعی العدل و الانصاف، فضلا عن الایثار و التضحیة فی سبیل الآخرین ؛ بعد أن فضح الامام اهدافه من لعبته تلك، و عرف كل أحد أنها لم تكن شریفة و لا سلیمة ..


[1] كنز الفوائد للكراجكي ص 166، و الفصول المختارة من العيون و المحاسن ص 16 ،15 و البحار ج 49 ص 188، و مسند الامام الرضا عليه السلام ج 1 ص 100.